UmQusai's Thoughts ..
Monday, December 13, 2004
الهاتف
كانت تحادثه يوميا على الهاتف، يستمر حوارهما لساعات دون ملل، تشعر وكأنها تعرفه جيدا مع أن علاقاتهما مبنية على ذلك الجهاز الصغير .. تشعر وكأن حياتها مرتبطة بذلك الجهاز .. إن تعطل فكأن حياتها توقفت معه .. وتظل تشعر باكتئاب شديد إلى أن يتم إصلاحه!!
مع أنها لم ترى خالد بعد، إلا أنها تشعر وكأنه تعرفه معرفة قديمة .. فهي تعرف أين يضع هاتفه، وأين يلقي بكتبه أمل ما يصل بعد يوم شاق ، وأول شيء يفعله هو الإتصال بها! أصبحت حياتهما مرتبطة ببعض مع أن ما يصلهما مجرد جهاز صغير!
يومها .. وهما يتحدثان عن هموم العمل ومشاكله .. صمت خالد للحظة-وكأنه خائف مما سيقوله- سألها: حنان .. ألا تلح عليك نفسك أن توقفي كل هذه التخيلات والأحلام وأن تريني على وجه الواقع ..
أسكتتها الصدمة.. وكأنها لم تتوقع أن يأتي هذا اليوم-مع أنه أمر حتمي- أجابت: لن أكذب عليك .. في كل ليلة وقبل أن أخلد إلى النوم .. تحدثني نفسي أن أطلب منك أن نتقابل .. ولكني أجبن .. وأخاف أن تنتهي أحلامي وأمالي عندها .. ولكنه أمر لا بد منه .. فمن غير المعقول أن نستمر هكذا .. أعطيك موافقتي ولك أن تقرر ..
بعدها قررا اللقاء في مقهى الموعد ..
حان اليوم المنشود.. أمال كل منهما متعلقة بهذا اليوم .. المكان رائع .. أنيق .. شاعري .. يحمل جميع أسباب نجاح اللقاء .. وكان خالد هناك جالساُ قبل الموعد و دقات قلبه تكاد تسمع من بعيد .. يناظر كل دقيقة .. بل كل ثانية وكأنه يتمنى أن يحرك عقارب الساعة بسرعة!
أخذ يفكر.. لم يبقى على موعد وصولها سوى دقائق تكون الفاصل في حياتهما .. دقائق يعلق كل أمل شعر به في حياته عليه ..
وصلت .. جلست على الكرسي أمامه .. طغى الصمت على كليهما لدقيقة طويلة جداً .. أباده خالد بسؤالها عما تريد أن تشرب.
كان الكلام باردا وجافاُ .. يفقد تلك الحرية التي كانا يشعران بها وهما على الهاتف .. لا يعرف ماذا يقول ولا تعرف ما تقول .. وهذا مرت الساعة بطيئة .. بطيئة جدا
عندما عاد كل منهما إلى منزله .. لم يجرؤ أي منهما على الاتصال بالأخر .. وكأن شيء في شخصية الأخر لم تعجبه .. وكأن الصوت لم يطابق الصورة ..
وهكذا مرت الأيام .. ولم يتصلا من يوم لقائهما .. وأيقنا أن اللقاء كان فعلاً نهاية قصتهما Labels: قصص قصيرة
Posted by Arabian Princess ::
5:49 PM ::
2 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------