UmQusai's Thoughts ..

Sunday, September 04, 2005

وجه الملاك


شعرت بيد حنونة تمسك بيدي .. وبثقل شديد في عيني .. قاومت .. فتحت عيني ورأيت وجهاً ملائكياً أمامي .. رأيت عينان ملأى بالحنان .. عينان لوزتان سوداوان مع مسحة من لون العسل ..ـ

وأطبق الثقل الشديد على عيني .. غفوت بعدها لمدة طويلة .. يعلمها الله .. حصل هذا بعد الحادث المريع الذي تعرضت له .. أحمد الله دوماً على خروجي منه سليماً إلا من كسور بسيطة.ـ

فتحت عيني .. كانت والدتي بجانبي .. تمتم بآيات من القرآن الكريم .. رأيت دموع الفرح تملأ
عينيها الحنونتان عندما رأتني أفتح عيني ..ـ

ما زالت صورة الملاك محفورة بذاكرتي .. لم أستطع التوقف عن التفكير بها ومن تكون؟!ـ ..ـ

كان السؤال عنها يشغل تفكيري .. وددت السؤال عنها .. ولكن الوصف الذي أحمله قد يتطابق مع عشرات الممرضات في هذا المستشفى الكبير ..ـ

ظل السؤال يثقل كاهلي .. لا أعرف ما سبب تعبقي بتلك الصورة .. أهي الشعور بأن تلك النظرات كانت طوق النجاة بالنسبة لي .. أم أن تلك النظرات الحزينة أحدثت أثراً في النفس لن يتغير إلى الأبد .. ولكن ما شعرت به أنني بحاجة إلى تلك العينان .. كأنها ستحدث تحولاً في حياتي!!ـ

مرت الأيام .. سأمت النوم على سريري .. أردت أن أشعر بأشعة الشمس .. أن أرى حركة الناس آتية وغادية .. رجوت ممرضتي أن أخرج لشراء مجلة من المحل في الطابق الثاني .. سمحت لي على مضض مؤكدة أن علي أخذ الحيطة وعدم إجهاد نفسي .. شعرت أني في رحلة إلى أخر الدنيا وليس إلى الطابق الثاني في نفس المستشفى!ـ

في طريقي إلى الطابق الثاني .. أخذت أتفحص جميع الوجوه .. عل وعسى أجدها .. سأتقدم إليها شاكراً على نظرة الحنان تلك التي كانت تعني لي الكثير!ـ

وفجأة وأنا في طريقي .. رأيتها أمامي .. نعم إنها هي .. أعرف تلك العينان .. أعرف تلك البسمة الحانية .. وقفت واجماً أحدق فيها .. كانت جالسة من رفيقاتها من الممرضات في مقهى المستشفى ..ـ
تقدمت إليها بكل شجاعة واضعاً تلك العينان أمامي .. أستجمعت شجاعتي .. طلبت أن أن أحدثها على إنفراد ..ـ

تحولت تلك الضحكة التي كانت تشارك رفيقاتها إلى نظرة إزدراء .. كأنها تستهجن هذا الطلب .. وقالت لي بصوت يملأه الغرور والجفاء: إذا سمحت .. إذهب وحدث أي من الممرضات الأخريات .. فأنا في فترة إستراحة الأن ولا أريد أن أعمل فيها ..ـ

صعقت .. وبدأت أشك أن العينين هي نفس العينين التي رأيتها سابقاً !ـ

وكأني كنت أحتاج إلى هذه الصدمة لأتيقن أن عقلي المشتت بعد الحادث صور لي عيون غير العيون .. ونظرات غير النظرات .. أكملت طريقي ولا أدري إن كان يجب أن أسخر أم أرثى لحالي!ـ

Labels:


Posted by Arabian Princess :: 1:41 PM :: 7 comments

Post a Comment

---------------oOo---------------