UmQusai's Thoughts ..
Sunday, July 31, 2005
بين الهواجس ..
جلست على كرسيها الهزاز ، تخيط كمة مضى زمن على أخر مرة أدخلت الخيط فيها .. و تنظر من خلال نافذة غرفة معيشتها إلى الحديقة التي تكاد تموت من العطش .. فمنذ أن توفي زوجها رحمة الله عليه حتى أهملت هذه الحديقة التي كانت إحدى أهم اهتماماته ..
أخذت تفكر في حياتها .. وكيف سرق الدهر الكثير و الكثير من عمرها .. ها هي تعيش الآن وحيدة- إلا من عاملة أسيوية أصبحت أكثر من صديقة بالنسبة لها- في هذا المنزل الكبير الموحش .. فكرت في تركه والإنتقال إلى شقة صغيرة .. ولكن لم يهن عليها ترك بيت الغالي .. الذي عاشت فيه أسعد أيام حياتها .. قبل أن يخطف الموت جسد حبيبها ولكنه ما زال هنا معها ..
أخذت تفكر .. ماذا لو كان يملأ عليها حياتها الأن ولد أو بنت .. أو الإثنان معاً .. ما كانت لتعيش وحيدة ترجو الله بحسن الخاتمة .. لا يوجد ما تعيش لأجله .. لا يوجد أحد تترك له هذه الثروة التي ورثتها عن زوجها .. لا يوجد غير سوزيواتي التي تخدمها وكأنها أمها لا سيدتها .. هل أقدم لها نصف ثروتي؟ قد يعني هذا الكثير بالنسبة لها .. سيغنيها لبقية حياتها .. لا لن أعطيها شيئاً الان .. فإن أعطيتها ستتركني وتعود لبلدها .. فلم تعد محتاجة .. هكذا أخذت تفكر .. وإستعاذت الله من الغيرة التي حلت عليها ..
لم تكن كذلك عندما كان زوجها حولها .. كان يعني الحياة بالنسبة لها .. أبوها، أخوها ، صديقها وقبل كل هذا زوجها الحنون .. الذي كان يمسح دمعي عينها قبل أن تسقط .. يحس بألامها قبل أن تفصح له بشيء .. زوجها الذي رفض الزواج والعروض التي كانت تقدمها له أمه لتهنأ هي بأحفاد يملأوا البيت عليها .. وكأنها لم ترزق بأحفاد من أخيه وأخته .. كم كرهتها عندما عرضت عليه الزواج وهي تعلم أنه الحل الأمثل لمشكلتهم .. مع أن الطبيب لم يجد أي مشكلة تذكر في أي منهما ولكنها طالما شعرت بأن الذنب ذنبها .. وانها هي من تحرم زوجها من أعز نعمة في هذه الدنيا .. فلله سبحانه ذكر المال والبنون من فتن الدنيا .. .. قد يكون المجتمع الشرقي الذي تعيش فيه يفرض أن تكون المرأة خصبة .. ويرفض أي عيب قد يحمله الذكر .. قد يكون هذا ما يجهلها تؤمن في قرارة نفسها أنه مهما كان يظل الذنب هو ذنبها
أستعاذت الله من هذه الهواجس التي هاجمتها فجأة .. والتي أجبرتها على تجاهل أو تناسي سوزواتي التي ظلت واقفة لدقائق تنظر إليها بنظرة شفقة .. وكأنها تقول: أشعر ما تمرين به وأنا هنا لأساعدك ..
Labels: خواطر فتاة تعشق الحزن
Posted by Arabian Princess ::
9:31 PM ::
1 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------